شركات أخفقت في الابتكار
يلعب الابتكار دوراً كبيراً في مساعدة الشركات على البقاء في سوق العمل، فالابتكار يجعل الشركة تواكب العصر، وتطلق منتجات جديدة متوافقة مع اهتمامات العملاء .
![]() |
وغياب الابتكار يبعد الشركات عن الساحة ويؤدي إلى تراجع مستواها أمام منافساتها وغيابها عن الساحة، ولقد عرفت الفترة الماضية غياب العديد من الشركات بعدما اكتسحت الأسواق لفترات طويلة وذلك بسبب إخفاقها في إبداع أشياء جديدة تحافظ من خلالها على مكانتها في الأسواق.
ويحتاج الابتكار إلى امتلاك الجرأة لطرح المنتج الجديد والغير مسبوق
دون الخوف من رد فعل العملاء، فشركة كوداك التي كانت تسيطر على سوق التصوير
الفوتوغرافي في العالم في منتصف القرن الماضي فقدت فرصتها في قيادة ثورة التصوير
الجديدة عن طريق الكاميرا الرقمية عندما لم تعلن عن الكاميرا الرقمية رغم تصميمها
عام 1975، وذلك خوفاً من ردّة فعل العملاء الذين كانوا معتادين على الكاميرا
التقليدية والأفلام، وتسبب هذا الأمر في فقدان الشركة لمكانتها بشكلٍ تدريجي حتى
أعلنت إفلاسها في العام 2012.
شركات رائدة فقدت مكانتها في السوق لإخفاقها في الابتكار
تحدث كتاب "50 نموذجاً لشركات أخفقت في الابتكار والمواكبة"
عن خمسين شركة أفل نجمها لعدم امتلاكها استراتيجية تساعدها على مواكبة التطورات
الموجودة في الأسواق، ومن خلال سطور مقالنا هذا سنرد قصة أبرز هذه الشركات.
1- شركة نوكيا: سيطرت شركة نوكيا على سوق الهواتف
الذكية في أواخر القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين، إلّا أنّ تأخرها في
دخول سوق الهواتف الذكية وفي الانتقال إلى عالم البيانات ساهم في تدهور علامتها
التجارية التي اعتقدت في يومٍ ما أنّها لن تسقط، وفضلت نوكيا الاستمرار في تصميم
أجهزت الهارد وير دون التركيز على أنظمة السوفت وير والبيانات والأنظمة الذكية،
ورغم محاولتها دخول عالم الأجهزة الذكية إلّا أنّ ما قدمته لم يرضِ طموح عملائها
ووجدت نفسها بعيدةً كل البعد عن المنافسين الذين تصدروا المشهد.
2- شركة ياهو: كانت شركة ياهو من أفضل شركات
الإنترنت في العالم في مطلع القرن الحادي والعشرين، وبلغت قيمتها التسويق في فترة
ازدهارها 125 مليار دولار أمريكي، إلّا أنّ إهمالها لمحركات البحث ودورها في
الحفاظ على مكانتها، وعدم جرأتها على اتخاذ خطوات مهمة كشراء محرك البحث غوغل عام
2002 وشراء فيس بوك عام 2006 أدى لتراجع مكانة الشركة التي ركزت على مجال الإعلام
وأهملت تحسين تجربة المستخدم وهذا ما أدى لعدم توسعها وتراجعها أمام غوغل وفيس بوك
قبل أن يتم بيعها في النهاية إلى شركة فيرايزون مقابل 5 مليار دولار فقط.
3- شركة توشيبا: تمكنت الشركة اليابانية من الوصول
إلى القمة في مجال الحواسيب عندما صنعت أول حاسوب محمول يعمل بنفس كفاءة الحاسوب
المكتبي في العالم عام 1975، ومنذ ذلك الوقت أصبحت الشركة اليابانية واحدةً من
أكثر الشركات ابتكارية في العالم، حيث قامت بتطوير حواسيبها المحمولة وتفوقت على
منافساتها، لكن البيع عبر الإنترنت دق المسمار الأخير في نعشها، لأنّ عملائها
أصبحوا يشترون الحواسيب من الشركات المنافسة عبر الإنترنت بأسعار أقل وهذا ما ساهم
في تراجع مبيعاتها بشكلٍ كبير وغيابها عن الساحة.
4- شركة همر: حظيت شركة همر للسيارات بانتشار كبير في
القرن الماضي، وتميزت بجودتها وبمتانتها، لكن ما كان يعيب هذه السيارات كثرة
استهلاك الوقود، ولم يشكل هذا الأمر مشكلة في ذلك الوقت، لكن مع ظهور أزمات الطاقة
في بداية الألفية، ووجود سيارات منافسة باستهلاك أقل أدى إلى تراجع مبيعات الشركة
لكثرة الوقود الذي تستهلكه السيارات، وفشلت الشركة بابتكار حلول لهذه المشكلة
الأمر الذي أدى لانهيار العلامة التجارية عام 2009.
وأخيراً، إن الابتكار يعد من الأمور المهمة التي يجب على الشركة
الانتباه لها من أجل البقاء في السوق المنافسة،
والتاريخ يوفر لنا عدداً كبيراً عن الشركات التي سيطرت على الأسواق لسنوات طويلة
قبل أن تغيب بعد فشلها في الابتكار وعدم امتلاكها الجرأة والمخاطرة بإبداع أشياء
جديدة.
0 تعليقات
اكتب تعليقك هنا , وسيتم التواصل معك