اخرج من منطقة الراحة وتقبل التغيير
هل فكرت يومًا لماذا يتعامل بعض الناس مع التغييرات الكبيرة في حياتهم بمرونة كبيرة بينما ينزعج الكثير من الأشخاص في حال حدوث تغييرات ولو بسيطة جدًا في حياتهم اليومية؟ في الواقع هذا يرجع إلى الطريقة التي يتعامل بها كل شخص مع التغيير الحاصل في حياته وليس في نوع التغيير نفسه أو كيفية حدوثه، حيث أن ردة فعلنا تجاه الأحداث الطارئة هي التي تحدد تأثير هذه الأحداث علينا.
هل فكرت يومًا لماذا يتعامل بعض الناس مع التغييرات الكبيرة في
حياتهم بمرونة كبيرة بينما ينزعج الكثير من الأشخاص في حال حدوث تغييرات ولو بسيطة
جدًا في حياتهم اليومية؟ في الواقع هذا يرجع إلى الطريقة التي يتعامل بها كل شخص
مع التغيير الحاصل في حياته وليس في نوع التغيير نفسه أو كيفية حدوثه، حيث أن ردة
فعلنا تجاه الأحداث الطارئة هي التي تحدد تأثير هذه الأحداث علينا.
في الحقيقة إن التغيير يمثل جزء أساسي من الحياة وإذا كنت ترغب
في تحقيق الكثير النتائج الإيجابية في حياتك فيجب أن تتقبل التغيير قدر الإمكان
لأنك سوف تجد الكثير من الجوانب التي تحتاج إلى التغيير في حياتك سواء كانت متعلقة
بالعادات أو العلاقات أو أسلوب الحياة وغير ذلك، وفي هذا المقال نشارككم بعض
النصائح والإرشادات المفيدة لإدارة التغيير وكيف يمكن تقبله والتأقلم معه بأفضل
شكل ممكن.
التعامل مع التغيير
تشير بعض الدراسات إلى أننا نمر بنفس المراحل تقريبًا عند
التعامل مع التغييرات الكبيرة والطارئة في حياتنا، على سبيل المثال ذكرت الطبيبة
النفسية إليزابيث كوبلر أن معظم الناس يتفاعلون بنفس الطريقة تقريبًا عند معرفتهم
بأنهم مصابون بمرض خطير، وقد قامت بتطوير نموذج يسمى بمنحنى الانتقال أو التغيير.
يبدأ منحنى التغيير بحالة شديدة من الإنكار حيث يرفض الشخص تقبل
فكرة حدوث التغيير في حياته بشكل مطلق، وبعد ذلك تنتقل إلى مرحلة الغضب والتي تجعل
الإنسان في حيرة شديدة كما أن هناك العديد من التساؤلات التي تثير الشخص في هذه
المرحلة مثل "لماذا أنا؟" أو "لماذا حدثت هذه المشكلة لي؟"
وبعد ذلك يبدأ الشخص في استيعاب الواقع بشكل أفضل والبحث عن طريقة للتأقلم مع هذا
التغيير حتى يصل إلى مرحلة التقبل.
الخروج من منطقة الراحة
من أهم العوامل التي تساعدك على تقبل التغيرات في حياتك
والتفاعل معها بشكل إيجابي هو الخروج من منطقة الراحة ولكن ما هو المقصود بذلك
وكيف يمكنك تنفيذه؟
التغيير يعني عدم اليقين والذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالمخاطرة
وهذا ما يسبب الشعور بالخوف والألم تجاه التغيير، ولكن للأسف لا يمكن تحقيق
الإنجازات والنجاحات الكبيرة في الحياة دون تقبل التغيير والتأقلم مع ظروف الحياة
بشكل إيجابي وهو الأمر الذي يتطلب الخروج من منطقة الراحة، وفي الحقيقة يعتبر
التغيير هو أفضل فرصة للتعلم واكتساب الخبرات ومن الجيد أن التعلم هو أفضل طريق
للنمو.
تقبل الأمور التي لا يمكنك التحكم بها
هناك الكثير من الأمور التي قد تشغل بالك في كل يوم، ولكن إذا
وجدت نفسك مستيقظًا أثناء الليل وتفكير بشدة في أمر يشغل بالك فعليك أن تسأل نفسك
سؤالًا بسيطًا، هل يمكنني فعل أي شيء تجاه هذا الأمر؟ إذا كانت الإجابة هي
"لا" فلا داعي أبدًا للتفكير في مثل هذه الأمور وبدلًا من ذلك يجب الانشغال
بالأمور التي يمكنك التأثير عليها وتغييرها.
في الحقيقة قد يكون من الصعب جدًا تجنب شعور الخوف والقلق ولكن
صدقني لا فائدة من الشعور بالتوتر تجاه الأشياء التي ليس لديك سيطرة عليها حيث أن
تفكيرك المفرط بها لن يغير من احتمالية حدوثها مطلقًا.
تغيير الأمور التي يمكنك
التحكم بها
والآن تتمثل الخطوة التالية في تحديد الأشياء التي تقع ضمن نطاق
تأثيرك وهي الأشياء التي يمكنك التحكم بها، فإذا كان ثمة تغيير على وشك الحدوث في
حياتك ويمكنك السيطرة عليه اسأل نفسك سؤالين:
● هل
هناك أي شيء يمكنني القيام به لتغيير احتمالية حدوث هذا الأمر؟ وما هو ذلك الشيء؟
● هل
يمكنني التحكم في النتائج الخاص بهذا الحدث وجعلها إيجابية لصالحي؟ وكيف ذلك؟
أهم شيء لابد من التمسك به عند الإجابة على هذه الأسئلة هو
التحلي بالواقعية، حيث يجب أن تكون هذه الإجراءات قابلة للتنفيذ على أرض الواقع
وليست مجرد أوهام أو خيالات لا فائدة منها.
كن مرنًا وتأقلم مع
التغيير
في كثير من الأحيان يمكنك التعرف على بعض الأدلة التي تشير إلى
قدوم تغييرات كبيرة في حياتك، ولكن يجد الكثير من الناس صعوبة كبيرة في التعامل مع
التغييرات التي تنشأ عن الظروف، ولذلك يجب عليك أن تحاول التأقلم مع الظروف وأن
تكون منفتحًا وقابلًا للتغيير.
عندما تقوم بتحديد أهدافك في الحياة يجب أن تتميز تلك الأهداف
بالمرونة والقابلية للقياس بحيث يمكنك التصرف بشكل جيد في حال لم يتم تحقيق تلك
الأهداف، وكذلك يعتبر من الهام فهم الإشارات التي تحدث لك في حياتك باستمرار حيث أن
معرفة التغيير الذي يمكن أن يحدث في أي وقت يساعدك على قبوله والتكيف معه عند
حدوثه، وعلى الرغم من أن معظمنا يفضل الاستقرار في منطقة الراحة وعدم التأقلم مع
التغيير يجب أن تتذكر دائمًا أن روتينك الحالي قد لا يكون هو الحل الأنسب للتعامل
مع التغيير.
0 تعليقات
اكتب تعليقك هنا , وسيتم التواصل معك