قدرة العقل وتأثيره على حياتنا
هناك من غيب عقله، ايماناً منه
وإقراراً بغيره، فما يأتي منهم هو الصواب بعينه، أما عقله فهو في سبات طويل لا
يريده أن يستيقظ حتى يريح نفسه من عناء التفكير.. هناك مسلمات ما إن تخضع للعقل
إلا ويفندها، لا نحتاج فيها كثير جهد أو علم!.
لا شك أن النفس
البشرية تركن دائما إلى الراحة، تسعى دائما إلى تحقيق رغباتها دون عناء يذكر وبأقل
جهد ممكن، ومن الغرابة أنها تفوت العديد من الفرص مخافة أن تبذل القليل من الجهد
في سبيل تحقيق ذلك، حتى وإن تعلق الأمر بعملية التفكير وبإعمال العقل.
وهنا تكمن الخطورة! حيث أن الكثير من الناس
يعمد إلى تغييب عقله كليا حتى يريح نفسه من عناء التفكير، ليلجأ في آخر المطاف إلى
الآخرين، إيمانا منه وإقرارا بقدرات غيره على حساب قدراته الخاصة، ولا عيب إذا
لجأنا إلى الغير طلبا منه في الاستشارة، على أساس أن نعمل على تعزيز أفكارنا بتوجيهاته
ونصائحه، وطبعا هنا الأمر لا يتعلق بأي شخص، بل فقط الأشخاص الذين نثق في حكمتهم
وبصيرتهم وحسن تفكيرهم، لكن العيب، كل العيب، أن نعتمد كليا على أفكار الغير في كل
الأشياء التي تهم حياتنا الخاصة دون أن نبذل سببا يذكر في معرفة ما يناسبنا ولا
يلائمنا أو العمل على تصويبها لكي تتماشى وما نعيشه، وذلك من منطق أن لكل منا حياته
الخاصة، ظروفه الخاصة التي يعيشها، كما أن المحددات السيكولوجية لكل شخص تختلف من
شخص لآخر.. وبالتالي فالاعتماد الكلي على أفكار الآخر فيما يخص حياتنا الخاصة،
كيفما كان هذا الشخص، سيسبب لا محالة عجزا في قدراتنا وإمكانياتنا الخاصة، الأمر
الذي سينعكس على ثقتنا بأنفسنا .
لا شك أن الله سبحانه وتعالى ميزنا
عن بقية الخلق بالعقل، وبالتالي من الواجب علينا دائما إعمال هذا العقل في كل ما يخص
حياتنا، هكذا يمكننا إنتاج أفكار ملهمة وخلاقة والتي ستساهم لا محالة في تطوير
حياتنا والرقي بها إلى الأفضل دائما بما يتماشى وقدراتنا الخاصة.
وعلى الفرد أن يدرك بأن النفس
البشرية تركن دائما إلى الراحة، بل تبحث عن الحلول الجاهزة في كل مرة، ولا غرابة
أن بعض المسلمات ما إن تخضع للعقل إلا ويفندها، وقد لا يتقبلها إطلاقا، لا لشيء
إلا لأننا لا نحتاج فيها كثير جهد أو علم، وبالتالي علينا كأفراد كلما راودتنا هذه
الأفكار السلبية أن نعمل على النقيض من ذلك تماما، وبالتالي إخضاعها إلى نباهة
العقل وإدراكه وتحليلها بما يتماشى والمنطق. هنا طبعا سيدرك الفرد مدى نجاعة العقل
في تحليل الأمور كلها، وسيدرك نعمة العقل التي ميزه الله سبحانه وتعالى بها عن
غيره، الأمر الذي سيعزز ثقته بنفسه، وبالتالي الإقبال على الحياة بشغف والسعي إلى
الرقي بحياته إلى الأفضل.
فالعقل هو بمثابة آلة، إذا لم نحثه على التفكير فإن الأمر سيؤدي بنا إلى
البلادة لا محالة! وهذا الأمر يدركه الجميع دون استثناء طبعا، لكن الخطورة، كل
الخطورة، عندما نسعى طواعية إلى إراحة أنفسنا من عناء التفكير في كل مرة، واتكالنا
على أفكار الغير في كل ما يهم حياتنا، هنا يتبلد العقل وتتبدد الأفكار كليا، وإذا
استمر الحال على هذا النحو سنجد أنفسنا نعيش في عزلة تامة، لأن الأشخاص الذين نلجأ
إليهم دائما، في كل الأمور التي تهمنا، سيشعرون أننا نعيش حالة من الضعف التام، وهو
الأمر الذي قد يزيد من حالة النفور منا، لأن الحياة بكل بساطة لا تقبل الضعفاء.
0 تعليقات
اكتب تعليقك هنا , وسيتم التواصل معك