أنت المسؤول

 أنت المسؤول 

هناك خطوة تحتاج إلى كثير من الجرأة قبل أن تتقدم إليها، وهناك خطوة تحتاج أن تتقدم إليها لتكون أكثر جرأة.

مقال أنت المسؤول


لا شك أن لكل إنسان في هذه الحياة أهداف كثيرة يسعى دائما إلى تحقيقها، رغبات وطموحات شتى، يبقى تحقيقها رهين بالخطوة الأولى التي تحتاج منا إلى الكثير من التفكير والتأمل؛ متى نتقدم، ومتى نركن إلى التريث والتفكير قبل أن نتقدم!

الكل يعلم بأن الخطوة الأولى هي الأساس دائما، لكن قبل اتخاذها لابد من معرفة نوعية الأهداف التي نرغب في تحقيقها، هل هي أهداف قريبة المدى، أم أهداف متوسطة المدى، أم أنها أهداف بعيدة المدى. علينا أيضا أن نميز بين المهم والأهم، والعاجل والمستعجل.. وبناء على ذلك يمكن تحديد الإجراء اللازم في الخطوة المراد اتخاذها؛ إذ أن هناك خطوة تحتاج منا إلى الكثير من الجرأة قبل أن نتقدم إليها؛ والجرأة هذه لا يمكن أن تولد بداخلنا إلا إذا تولدت لدينا قناعة تامة بضرورة الإقدام عليها، والحال هذا ينطبق خاصة في القرارات الهامة التي تهم حياتنا، إذ لابد من التريث وإعمال العقل بشكل جيد، ناهيك عن التفكير في جميع السيناريوهات المحتملة بعد الخطوة التي سنشرع في اتخاذها، وعليه لابد لنا من تقبل النتائج كيفما كانت، نظرا لكونها نابعة عن تفكير عميق.

وفي ذات الوقت هناك بعض الخطوات التي تحتاج أن نتقدم إليها لتكون أكثر جرأة، مثلا في حالة الرغبة في تعلم شيء ما، فالأمر لا يتطلب منا الكثير من الجرأة قبل أن نتقدم إلى تلك الخطوة، بل نحتاج فقط أن نتقدم إليها بقوة لتكون أكثر جرأة ومنه يحدث فعل التعلم.

 مثلا الشخص الذي يرغب في تعلم السباحة لكنه يخاف من البحر ويخشى من برودة مياهه، لا بد له أن يتقدم إلى عرض البحر ليكون أكثر جرأة ومنه يحدث فعل التعلم.

إذا لا مجال للتردد في مثل هذه الخطوات إطلاقا. نفس الشيء تماما ينطبق على حالة الخوف التي تنتابنا من شيء ما، فبدل العيش في دوامة الخوف اللامتناهية، الأولى بنا اتخاذ تلك الخطوة الجريئة المتمثلة في "المواجهة" مواجهة المخاوف أو الأشياء التي ينتابنا الذعر منها، والأمر هذا لا يمكن أن يتحقق إلا باتخاذ تلك الخطوة التي تحتاج منا أن نتقدم إليها لتكون أكثر جرأة.

وبالحديث دائما عن النجاح وتحقيق الأهداف المسطرة، لابد لنا من إدراك أمر في غاية الأهمية وهو كون أن معادلة النجاح ليست بالشيء السهل، وإلا لصار كل الناس ناجحين في حياتهم، فالنجاح وتحقيق الأهداف يحتاج منا إلى الكثير من الجرأة، والإقدام، والإصرار، والالتزام. وكل ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا بوجود الرغبة المشتعلة التي تنبثق بداخلنا، والرغبة هذه هي بمثابة الوقود الذي يحركنا من أجل تحقيق كل أهدافنا. وعليه لا يمكننا أن نندب حالنا على الظروف المحيطة بنا، أو على الوسط الذي نعيش فيه ونعلق عليه كل أخطائنا، فالمكان الذي أنت فيه ليس هو ما يحدد من تكون! ولا هو ما يصنع " القيمة " لك، بل أنت من يحدد ذلك، فأنت المسؤول الوحيد عن حياتك، لأنك ببساطة أنت من يعيشها، وأنت الوحيد من سيحدد كيفية عيشها، والعاقل هو من يستطيع أن يحول المحن إلى منح يستظل بظلها، وبالتالي فمهما كانت قساوة الوسط الذي تعيش فيه لن يحدد من تكون إطلاقا، بل ستشكل إحدى الدوافع الكبرى التي ستمنحك القوة بداخلك لتغيير ما أنت عليه، وبالتالي أنت المسؤول الوحيد عن حياتك.


0 تعليقات

اكتب تعليقك هنا , وسيتم التواصل معك